آل طباطبا “مشهد الأطباء” أثر مصري فريد من نوعه مهدد بالإختفاء

نظرة: مصر // أحمد ندا

سجل هذا الاثر برقم 563 بوزارة الآثار المصرية حيث يرجع تاريخ إنشاءة الي القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي، وهو تجسيد رائع للاضرحة في عمارة مصر الإسلامية ويعد هذا الأثر الوحيد المتبقي من العصر الاخشيدي او الدولة الاخشيدية.

فقد انشأه الأمير محمد بن طغج الاخشيدي مؤسس الدولة الاخشيدية في مصر في الفترة بين (323هجرية – 935ميلادية) الي (335هجرية – 946ميلادية) والحق به مسجدا وينسب هذا المشهد (الضريح) الي إبراهيم طباطبا بن اسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم زوج السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأمه هي السيدة محسنه بنت عمر الاشرف بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.


في كل زمان احبوا مصر واستقروا بها واوصوا بالبقاء فيها، حيث اتي ال طباطبا الي مصر منذ العهد الطولوني وعاشوا فيها 9 أجيال متصلة فقد كانوا يقضون حوائج الناس ويتشفعوا لدى الحكام لرفع الظلم عن المظلومين.. وقد شمل احمد بن طولون ال طباطبا برعايته وكذلك كافور الاخشيدي الذي اقسم الا يرد طلبا لأي منهم وسمي هذا الأثر بطباطبا نسبه الي الجد إبراهيم لانه كان يلفظ القاف طاء للثغه في لسانه لذلك كان يلفظ قبا – طبا وعرف أثر تكرار هذا العلم ب إبراهيم طباطبا.

يقع ضريح ال طباطبا الذي يرجع تاريخه الي الدولة الاخشيدية بمنطقة عين الصيرة امام مقابر الإمام الشافعي في أول مدينة الفسطاط الجديد
في مشهد  فريد من العمارة الإسلامية ويتبع طراز الاروقة المتقاطعه وقد دفن على باب هذا المشهد المؤرخ المصري (بن زولاق) صاحب كتاب تاريخ مصر وكان هذا المشهد مخصص للزيارة يأتي اليه الناس من كافة الأماكن من مصر وخارجها.

ويلحق بهذا الضريح مسجد يتكون من مربع يبلغ طولة 18 متر تقريبا بني من الطوب (الأجر) وفي الجدار الشرقي يوجد المحراب ويقسم المربع الي ثلاث اروقة من الدعائم المتعامدة باركانها اربعه أعمدة ملتصقة ويغطي كل المسجد تسع قباب بكل رواق ثلاث فيها.


وقد كان لضريح ال طباطبا او مشهد الأطباء كما هو معروف لدى السكان 9 قباب لم يتبقى منهم إلا اثنان في نهايته الجنوبية وبعض الاساسات في شماله وكان معروفا لدى السكان ان له بئرا بها مياه تشفي المرضى حسب معتقدات اهل المنطقه الذين يرونها بذكرياتهم عن المشهد
وبسبب المياة الجوفيه ادت الي غرق واختفاء بعض قباب الضريح التسع والاثر الان مهدد بالاختفاء تماما.

فقد فقدنا وخسرنا خسارة فادحه للاثر الوحيد والمتبقي في مصر الذي يعد الفريد من نوعه لهذه الحقبه.

وفي النهاية.. الشريف ابراهيم طباطبا لم يمت في مصر وأما من دفن بهذا المشهد فهم من ذريته وذرية أخيه وجماعه كثر من اهل العلم والصلاح والتقوى من خارج أسرة طباطبا.

أحمد ندا مصر: اعداد احمد عاطف صلاح

عن nadra

شاهد أيضاً

قصر الحمراء…معلمة تاريخية شاهدة على الحضارة الإسلامية بالأندلس

كان للدولة الإسلامية تاريخ عريق واهتمام بجميع نواحي الحياة، فقد كان لأشكال الحضارة المختلفة وجود …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *