احمد طويل//
بغرض الدفاع عن مدينة تارودانت، أحاطها ملوك المغرب بسور يبلغ طوله 7,5 كلم، وقد بني على شاكلة الأسوار المغربية الأندلسية الوسيطية، وهو عبارة عن جدار من الطابية يدعمه 130 برجا مستطيلا و9 حصون، وتتخلل السور خمسة أبواب اصلية، كما تتخل السور أبواب أخرى جديدة تم فتحها لتسهيل حركة المرور.
وتعتبر تارودانت من أقدم وأعرق مدن المغرب، إذ كانت مدينة عامرة منذ أقدم العصور، ولعبت أدوارا تاريخية هامة في تاريخ سوس والمغرب، سواء خلال مرحلة ما قبل الإسلام، أو خلال مختلف مراحل تاريخ المغرب الإسلامي.
وتتميز مدينة تارودانت بسورها القديم الذي يُعد أقدم سور تاريخي في المغرب وثالث أعظم سور أثري في العالم بعد سور الصين العظيم وسور كومبالغار بالهند، ويبلغ طول السور 7,5 كلم، وهو مبني بالتراب المدكوك المخلوط بالجير.
ومع مرور السنين ونتيجة لعوامل عديد منها ما هو طبيعي بيئي واخر بشري، تأثر هذا السور العريق وتدهورت اسسه، وباتت وضعية الحالية تستوجب التدخل العاجل للمسؤولين والمهتمين بالتراث الثقافي والحضاري خاصة بهذه المدينة العريقة لإنقاده وترميمه واعادة الاعتبار اليه.
وسبق للسور ان حضي بعملية ترميم في اطار الاوراش الدولية، المنظمة في مجال التعاون الثقافي اللامركزية لترميم الأبواب بناء على اقتراحات وتوصيات المناظرة الدولية، التي نظمها مسؤولون بالشأن المحلي للمدينة في وقت سابق.
وتعرف حالة السور تدهورا كبيرا بعد تضرر اسسه وبنايته وتناثر الازبال والنفايات بمحاذاته، والحركة العمرانية القريبة …، الامر الذي يستدعي تدخلا عاجلا من طرف الوزارة الوصية على القطاع ومختلف المهتمين والمتدخلين بالشأن الثقافي والسياحي والمعماري بالمدينة من اجل اعادة الاعتبار لهذه المعلمة التاريخية وصونها والحفاظ عليها.