بعد ساعات من إعلان أبوظبي، أمس الأحد، تعرض أربع سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات لعمليات تخريبية قرب المياه الإقليمية للإمارات، أعلنت الرياض بدورها عن تعرض ناقلتي نفط سعوديتين ل”هجوم تخريبي” قبالة السواحل الإماراتية نفسها.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، في بيان اليوم الاثنين، إن ناقلتي نفط سعوديتين تعرضتا “لهجوم تخريبي وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، بالقرب من إمارة الفجيرة، بينما كانت إحداهما في طريقها للتحميل بالنفط السعودي من ميناء رأس تنورة، ومن ثم الاتجاه إلى الولايات المتحدة لتزويد عملاء أرامكو السعودية”.
وشجب الوزير، بحسب البيان، “هذا الاعتداء الذي يستهدف تهديد حرية الملاحة البحرية وأمن الإمدادات النفطية للمستهلكين في أنحاء العالم كافة”، مؤكدا “على المسؤولية المشتركة للمجتمع الدولي في الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية وأمن الناقلات النفطية تحسبا للآثار التي تترتب على أسواق الطاقة وخطورة ذلك على الاقتصاد العالمي”.
بدورها شددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الاماراتية على أن “تعريض السفن التجارية لأعمال تخريبية وتهديد حياة طواقمها يعتبر تطورا خطيرا”، مؤكدة على “ضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته لمنع أي أطراف تحاول المساس بأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية وهذا يعتبر تهديدا للأمن والسلامة الدولية”.
وأضافت الوزارة أن “الجهات المعنية بالدولة قامت باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، وجاري التحقيق حول ظروف الحادث بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية، وستقوم الجهات المعنية بالتحقيق برفع النتائج حين الانتهاء من إجراءاتها”.
وردا على هذا الحادث، قالت المتحدثة باسم البنتاغون لشؤون العلاقات العامة كولونيل كارلا غليسون في تصريح تلفزيوني، إن القيادة الوسطى الأميركية تقوم بتقصي المعلومات حيال الحادث”، مشيرة إلى أن البنتاغون يتابع التحقيقات الإماراتية بشكل متواصل.
ونددت جامعة الدول العربية، “بأشد العبارات”، بهذه “الأعمال التخريبية”، مؤكدة أن هذه الأعمال الإجرامية “تمثل مساسا خطيرا بحرية وسلامة طرق التجارة والنقل البحري، ومن شأنها أن ترفع مستوي التصعيد في المنطقة”.
وأكد البرلمان العربي، من جهته، أن “استهداف السفن التجارية يعد عملا إرهابيا (..) ويستوجب التحرك الفوري والحاسم من المجتمع الدولي لتأمين خطوط التجارة والملاحة الدولية، ومحاسبة منفذيه”.
من جهتها، عبرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، عن إدانتها “بأشد العبارات لهذه الأعمال التخريبية” مؤكدة أن “هذا العمل التخريبي يهدد أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية الدولية، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لضمان حركة الملاحة البحرية وسلامتها، وضمان استقرار أمن المنطقة”.
وفي نفس السياق، وصف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، عمليات التخريب للسفن، في الخليج، بأنها “تطور وتصعيد خطير يعبر عن نوايا شريرة تعرض سلامة الملاحة البحرية لخطر كبير”.
ودعا الزياني، المجتمع الدولي ل”منع أي أطراف تحاول المساس بأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع”.
وفيما عبرت عدد من الدول العربية عن إدانتها لهذه الأعمال التخريبية التي تهدد أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية في الخليج العربي، دعت الخارجیة الإیرانیة، إلي “كشف أبعاد الحادث الذی وقع للعدید من السفن، مشيرة إلى أنها حوادث “تبعث علي القلق و الأسف”.
وتأتي هذه التطورات بعيد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، نشر حاملة طائرات وقاذفات استراتيجية في الشرق الأوسط، إثر رصد “مؤشرات على وجود خطر حقيقي من قبل قوات النظام الإيراني”.
وأكدت القيادة المركزية الأمريكية أن حاملة الطائرات “أبراهام لنكولن”، التي أرسلتها الإدارة الأمريكية إلى الشرق الأوسط تحذيرا لإيران، قد عبرت قناة السويس الخميس الماضي، تزامنا مع وصول قاذفات أمريكية من طراز بي-52 إلى قاعدة أمريكية في قطر.
وكانت طهران ألمحت في يوليوز 2018 إلى أنها قد تعطل مرور النفط عبر مضيق هرمز، الشريان الرئيسي لنقل الطاقة بالعالم، على خلفية الضغوط الأمريكية لخفض صادرات إيران من الخام إلى الصفر، مؤكدة أنها ستوقف كل الصادرات عبر المضيق إذا تم إيقاف الصادرات الإيرانية.
وردا على التحرك العسكري الأمريكي، انتقدت إيران الانتشار العسكري الأمريكي الجديد في المنطقة، واصفة إياه ب”حرب نفسية” تهدف لترهيبها.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، توجه وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اليوم، إلى بروكسل، لبحث “مسائل ملحة” مع المسؤولين الأوروبيين وبخاصة ملف إيران، وذلك بعد أن ألغى زيارة له لموسكو كانت مقررة اليوم الاثنين.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بومبيو سيجري محادثات مع مسؤولين من فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، الدول الأوروبية الثلاث التي وقعت الاتفاق المتعلق بملف ايران النووي في العام 2015.