عرفت السنوات القليلة اكتشافات لاتصدق في عالم الفيزياء، ففي عام 2012 ، اكتشف العلماء جزيء “le boson de Higgs” بعد خمسين عامًا من البحث المضني تطلب الامر انشاء اكبر مختبر علمي في تاريخ البشرية في سويسرا بميزانية ضخمة .
وفي عام 2016 ، جاء الدور على على أمواج الجاذبية ، التي اكتشفها نظريًا أينشتاين قبل مائة عام عن طريق نظرية النسبية العامة.
وهذا العام قام فريق من الباحثين عن الاعلان عن اول صورة لافق الحدث لثقب اسود “د”، وكنتيجة لذلك تساءل بعض علماء النظريات عن سبب عدم الجمع بين أكثر الأفكار جنونًا للفيزياء في فكرة واحدة والبحث عن النظرية الام التي توحد كل النظريات الفيزيائية الاكثر اثارة وهي نظرية النسبية ونظرية الكوانتا .
ماذا لو حاولنا اكتشاف المادة السوداء التي تشع الثقوب السوداء من خلال موجات الجاذبية؟ الفكرة هي في الواقع بعيدة عن الجنون لكنها ليست مستحيلة.
للتذكير فان الثقب الأسود هو جسم سماوي كثافته كبيرة وله جاذبية هائلة، لدرجة، أن شدة مجال جاذبيته الخاص به الذي يمنع أي شكل من أشكال المادة أو الإشعاع من الهروب. وعند اصطدام ثقبين اسودين فانهما يحافظان على حقول الجاذبية القوية التي تنتج موجات الجاذبية عندما تتصادم مع بعضها البعض.
وقد تم التأكيد لأول مرة في العام الماضي من وجودها عن طريق تجربة غاية في الدقة ، رغم ان العالم الألماني “البير اينشتاين” تنبأ بها قبل أكثر من قرن من الزمان ، أن موجات الجاذبية هي تموجات في نسيج الزمان والمكان الذي تنبثق من أكثر الأحداث عنفاً وقوة في الكون.
فيما يتعلق بالمحاور “les axions”.
الأمر أكثر تعقيدًا بعض الشيء ( المحور هو جزيء افتراضي ابتكره العلماء لشرح تناظر في التماثل الشحنات الذي لوحظ خلال تجارب التفاعل القوي. جزيء المحور يمكن أن يكون عنصر اساسي للمادة الخفية للكون)، لأنه على عكس الثقوب السوداء والأمواج الجاذبية ، ليس هناك اي تأكيد على وجود هذا الجسيم الافتراضي “Axion” في الطبيعة.
هذه جزيئات افتراضية خفيفة للغاية ومحايدة كهربائياً يمكن أن تشكل المادة غير المرئية للكون التي يعتقد العلماء بوجودها، لإعطائك فكرة عنه (حتى لو تجاوزت الفهم)، كما يُعتقد العلماء أن جزيء “Axion” لديه كتلة تقل بنحو مليار مليار مرة عن كتلة الإلكترون، شىء خارج عن المألوف.
وإذا تمكنا من إثبات وجودها بصفة نهائية، فبإمكان هذه الجسيمات فائقة التدقيق حل بعض المشكلات النظرية الرئيسية في النموذج القياسي للفيزياء. “La théorie de modèle standard”.
اقترح فريق من الفيزيائيين بقيادة أسيمينا أرفانيتاكي وماشا باريختار من معهد للفيزياء النظرية في كندا مؤخرًا نظرية مفادها أنه في حالة وجود جزيئات المحاور “les axions” تكون محايدة كهربائيًا بشكل فعال ، فإننا يمكن أن ننتج اشكالا من غيوم كثيفة من الجزيئات التي تنتجها الثقوب السوداء عن طريق دورانها حول بعضها، ووفقًا لهؤلاء الباحثين، ستكون هذه العملية كافية لإنتاج موجات الجاذبية كتلك التي تم اكتشافها العام الماضي ، وإذا كان الأمر كذلك، فيمكننا استخدام كاشفات موجات الجاذبية لمراقبة وجود المادة المظلمة، التي اسالت الكثير من المداد وحيرت العلماء. وبالتالي سد ثغرات نظرية النمودح القياسي “la théorie de modèle standard”.
كما أكد الباحثين, انه يجب أن تكون أجهزة الكشف عن الموجات الجاذبية قادرة على اكتشاف الآلاف من هذه الإشارات في السنوات القادمة ، ومنحهم أخيرًا وسيلة لمراقبة وجود المادة المظلمة الغامضة .