نظرة: الأمير هشام قتل جمال خاشقجي كان بأمر من ولي العهد السعودي وتعاون بين السعودية وترامب للخروح من الأزمة

اعتبر الأمير المغربي هشام ابن خالة الأمير الوليد بن طلال ، في حوار مع “القدس العربي” حول إغتيال جمال خاشقجي وتطوراته على المستوى الدولي،  أن “النظام السعودي يواجه ضغطا دوليا هائلا لم يخطر له على البال نهائيا ويتجاوز الضغط عليه في ملف اليمن.

الامير المغربي قال إن ما يجعل هذا الملف يأخذ قوته هو أن جمال خاشقجي مقيم في الولايات المتحدة ويعتبر صوتا إصلاحيا يدافع عن حرية التعبير وتحتضنه مؤسسة إعلامية كبيرة وهي الواشنطن بوست ثم الطريقة البشعة التي قتل بها، وهذا ما جعل الكثير من الأصوات الأمريكية ومن النظام السياسي الأمريكي والأوروبي تطالب بتوضيحات وعقوبات ضد المسؤولين عن الجريمة وعدم إفلات المتورطين من العقاب. لا ننسى أن الأمر يتعلق بجريمة وقعت علانية وسط قنصلية التي يفترض أنها مكان للأمان وليس جريمة اغتيال سرية في مكان سري.”

ويعتبر  أن  هناك تعاون بين إدارة ترامب والعربية السعودية في محاولة انقاذ ولي العهد محمد بن سلمان من مسؤوليته في هذا الملف، لكن هذه العملية يضيف الامير المغربي صعبة بحكم أن عملية الاغتيال معقدة لأنها جرت في تمثيلية دبلوماسية وتطلبت لوجستيكا ضخما شمل طائرات وفرق متعددة منها الفريق المنفذ للجريمة وتوظيف وزارة الخارجية. كما أوضح أنه لا يمكن لكل هذا أن يحدث ويتم بدون ضوء أخضر واضح من أعلى هرم السلطة. مؤكد أنه يبقى الشئ الأساسي هو رفض الأتراك وامتناعهم الدخول في استراتيجية ترامب-السعودية، ويعملون بذكاء على تقويض أي رواية أمريكية-سعودية تتستر على ما جرى من خلال تسريب ممنهج للمعطيات حول الجريمة.”

وحول الجوانب الأخرى المرتبطة بهذا الملف  قال الأمير أن هناك توتر  داخل العائلة الملكية السعودية وباقي المؤسسات لأن ولي العهد بن سلمان خرق كل القوانين المكتوبة والأعراف والتقاليد المعمول بها ، فبعد المغامرات السابقة من حصار قطر وقضية “ريتز كارلتون”، الآن تواجه السعودية جريمة بشعة فيها تقطيع أطراف مواطن مسالم وهو تصرف يخالف الدين الإسلامي والتقاليد المعمول بها وسط المجتمع السعودي. هذه الجريمة يضيف هشام خلقت الرعب داخل البلاد، وأصبح الجميع متخوف من مصير مماثل.”

وفسر الأمير أن الاسباب  التي أدت إلى هذا الوضع الخطير، راجع بالأساس الى اعتقاد محمد بن سلمان أنه يملك تفويضا أمريكيا مطلقا لاتخاذ القرارات التي تحلو له بدون رقيب ولا حسيب حتى وصلنا الى قضية مقتل جمال خاشقجي. مضيفا أن الخروج من هذه الأزمة بسلام قد يشجع على مغامرات أكبر، في العمق نحن أمام معضلة هيكلية جديدة في صنع القرار في السعودية وفي كيفية تنفيذه.

وحول العائلة الملكية السعودية أبرز الأمير المغربي “لقد تراجعت العلاقات الاجتماعية والثقة بين الأمراء، حيث لم تبق حتى فضاءات للتواصل كما كان في الماضي، مضيفا أن ولي العهد أقدم  على تفتيت النموذج القديم الذي كانت تقوم عليه هذه العلاقات، لكنه لم ينجح في تقديم نموذج بديل واقعي ومقنع حتى الآن.

و أكد  الأمير هشام أن المساعي الأمريكية-السعودية لانتشال ولي العهد من الملف سوف تعمّق من هذه المعضلة الهيكلية لاتخاذ القرار لأنه سيحاول الحفاظ على استمراره وليا للعهد وليس فقط الاكتفاء بتوطيد سلطته نظرا لخطورة هذه الأزمة، مؤكدا أنه لا تنفع التسويات الشكلية التي سيقدم عليها الملك لأن ولي العهد سيعتبرها تهديدا له. مبرزا أنه حتى وإن تمكّنت السعودية من احتواء الأزمة، فالجريمة ستلقي بثقلها على صورة ولي العهد والبلاد، قد يتجه الوضع في الأخير إلى حل عنيف.

 

عن nadra

شاهد أيضاً

بشرى لسكان تيط مليل…المجلس الجماعي يكشف عن اتفاقية شراكة لإعادة تأهيل ملعب الذكرى الفضية لكرة القدم

في إطار إتفاقية شراكة بين جماعة تيط مليل والجامعة الملكية لكرة القدم وشركة الدار البيضاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *