مصطفى محمد أبو السعود // كاتب ومدون -غزة – فلسطين
في احدى المحاضرات في جامعة محمد الخامس في المملكة المغربية تحدثت دكتورة اللغة العربية رشيدة بن مسعود عن فكرة سلبية في المجتمع المغربي، وهي أن أغلب الناس يجلسون في المقهى بلا فائدة، وحينما يطلب أحد منهم مرافقته لمشوار أو انجاز أمرٍ ما، تكون الإجابة باللهجة المغربية ” ممساليش” يعني ” مش فاضي، رغم أنه لا يفعل شيئاً.
الحق يُقال بأن ما ذُكر ليس مقتصراً على المغاربة، بل يشمل الملايين ، ويؤسفني القول بأن للعرب نصيب الاسد ،وهذا يرجع لسوء استثمار الوقت، فما معنى استثمار الوقت ؟ ولماذا نعاني من سوء استثماره ؟ وما آثار استثماره ؟ وكيف نسثتمره ؟
استثمار الوقت هو قدرة الفرد على الاستفادة من وقته من خلال انشطة هادفة ،وربما يرجع سبب سوء استثمارنا للوقت إلى :عدم المعرفة أو عدم القدرة أو عدم الرغبة في استثماره، وهذا يدفعني للتأكيد بأن عناصر النجاح هي ( الرغبة_ المعرفة _ القدرة).
وعن آثار استثمار الوقت، فلك أن تتخيل شخصاً يستيقظ مبكراً للصلاة، ثم يقرأ القرآن، ويقرأ ما تيسر من كتابه الاسبوعي، ثم يتصفح الأخبار ويتابع شئون بيته، ثم يمارس قليلاً من الرياضة ، هل يستوي مع الذي يستيقظ متأخراً ولا يفعل شئياً مما ذُكر؟ لا يستويان مثلا، ومثلما قال ربنا عزوجل قل (هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون) فمن الطبيعي ألا يتساوى الذين يعملون مع الذين لا يعملون، لان الذي يعلم يجب أن يعمل.
وعن كيفية استثمار الوقت ؟ سأطرح برنامج عمل على هيئة أفكار، مع يقيني بأن كثيرين يحسنون استثمار وقتهم، وأنك لديك افكار رائعة.
البرنامج اليومي :
تأدية الفرائض في وقتها وما تستطيع من النوافل_ قراءة ٥٠ آية قرآنية حفظ 5 آيات قرآنية حفظ حديث نبوي_ حفظ ٣ كلمات لغة انجليزية_ قراءة صفحة لغة انجليزية مع الاستماع _ ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة_ ممارسة العزلة التأملية لمدة نصف ساعة_ مشاهدة مسلسل او فيلم هادف قراءة الورد اليومي من كتاب أو رواية _قراءة صحيفة أو مجلة _ مساعدة زوجتك في شئون البيت _ اللعب مع الاولاد.
البرنامج الاسبوع :
زيارة عائلية أو زيارة صديق أو صديقة أو الاتصال عليهم_ مشاهدة البرامج الاسبوعية حسب الاهتمامات_ حفظ حديث قدسي قراءة كتاب أو رواية زيارة مكان أو شخص عزيز _ المشاركة في الفعاليات العامة للاستفادة والافادة_ تهذيب حديقة المنزل.
خطوات تعينك على استثمار الوقت :
اخلاص النية لله، الثقة بالنفس ،وضع خطة وأهداف للمراحل الحياتية حسب الاولويات، البدء بأهدافٍ واضحة، ، الاجتهاد في التنفيذ، المراجعة الدورية، توثيق المُنجز من الاعمال، عدم الالتفات للمحبطين، عدم استعجال النتائج، تقنين استخدام مواق التواصل الاجتماعي لأنها تسرق وقتنا بهدوء.
يبقى القول بأن حسن استثمارك لوقتك يعني أنك شخصية ايجابية تعطي كل ذي حق حقه، وأنك في طريقك لتحقيق طموحاتك، واعلم أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وأنك ستسأل عنه في قبرك ” وعن عمرك فيما أفنيته “؟