بعيدا عن منطق المحاكاة الرقمية التي قدمت لنا حتى الآن من طرف أعتى الحواسب في العالم، لمعالجة أكبر قاعدة بيانات تخص تلسكوبات ومراكز الرصد لإنتاج صورة مقربة لثقب أسود، هذه الصورة الحقيقية التي نشرت لأول مرة في تاريخ العلم لثقب أسود هائل يوجد في قلب مجرة M87، التي تقع على بعد 55 مليون سنة ضوئية من الأرض أي أن هذه الصورة التي نشاهد تعود لزمن الديناصورات قبل 50 مليون سنة، وتساوي كتلتها 5،6 مليارات كتلة شمسية.
حيث استغرق الأمر أكثر من نصف قرن بعد حل معادلات “أينشتاين” للنسبية العامة في عام 1915، لتخرج من مفاهيم الرياضيات وتصبح أشياء يمكن مشاهدتها وليس فقط التنبأ بها. لأنه في النجوم، لا يمكن أن يولد ثقب أسود من نجم ضخم دون المرور من ظروف طبيعية شديدة القساوة، … وفقًا للكتلة التي التي يحتويها و بعد سلسلة من “انهيارات في المادة بفعل الجاذبية”.
تتكون الثقوب السوداء من ثلاث “طبقات” :
أفق الحدث الخارجي l’horizon d’événement، و أفق الحدث الداخلي، والمتفرد (singularité)، فأفق الحدث هو الحد الأدنى المحيط حول الثقب الأسود حيث يفقد الضوء القدرة على الهرب والالتفاف، فحالما يتجاوز أي جسم أفق الحدث فهو لا يستطيع المغادرة، كما تعتبر الجاذبية ثابتةً في أفق الحدث.
توجد كتلة الثقب الأسود في المنطقة الداخلية له أي في المركز، والتي تعرف بالمتفرد في الزمان والمكان، حيث تكون كتلة الثقب الأسود مركّزة وكثافتها لا نهائية وهذا مايفسر جادبيتها المهولة.