نظرة: المغرب و تنظيم كأس العالم

الزيارة الثانية التي قام بها  رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إلى إسبانيا في أقل من شهرين، وجلسة العمل التي عقدها بمعية رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، ورئيس الجامعة الإسبانية لكرة القدم لويس روبياليس، مناسبة للترويج مجددا لترشيح ثلاثي محتمل للمغرب، إسبانيا والبرتغال لتنظيم نسخة 2030 لكأس العالم، النسخة التي تخلد لمائوية التظاهرة الكروية الأكثر كونية.

المغرب لا يحتاج  إلى أن يجدد المطمح والرغبة في أن تخصه عائلة كرة القدم العالمية بشرف تنظيم المونديال ذات يوم، فما أنجزته لجنة الترشيح على أرض الواقع، وما راكمته من نجاحات في التطابق نسبيا مع دفتر التحملات الثقيل، وما يبديه المغرب من إستعداد لتنفيذ الكثير من المشاريع التنموية الضخمة التي تعهد بها في سياق حملة ترشيحه لتنظيم نسخة 2026، كل هذا يدفع إلى مواصلة السعي لتنظيم المونديال، لذلك لا جدال في أن المغرب سيتقدم بترشيحه إلى «الفيفا» بمجرد أن يفتح باب الترشيحات المتعلقة بتنظيم نسخة 2030، بعد سنتين من الآن على الأرجح، أما هل سيكون الترشيح منفردا على هيئة الترشيح السابق؟ أو هل يكون بتحالف مع دول مغاربية؟ أو هل يكون بتحالف مع دول أوروبية جارة؟ فهذا ما لا نستطيع أن نستبقه أو حتى أن نتكهن بها، فالخيارات متنوعة وكثيرة، والإستقرار على أفضلها، مسألة لها علاقة بالتربيطات وجس النبض، ولها علاقة أيضا بالتنبؤات المستقبلية للشكل الذي ستكون عليه المنطقة، لكن ما يجب العمل عليه من الآن في ظل هذه الفورة التي يضج بها المشهد الكروي العالمي، والكثير من الدول تبدي من الآن رغبتها في تنظيم مونديال على هيئة التنظيم الثلاثي المرتقب لنسخة 2026، هو أن تحارب القارة الإفريقية من أجل إعادة نظام المداورة بين القارات في تنظيم المونديال تحقيقا للعدالة والمساواة، نظام مداورة لا يشبه في شيء، ذاك الذي دعا له الثعلب جوزيف بلاتر، ذات وقت، للتغطية على جريمة ارتكبت عند إسناد مونديال 2006 لألمانيا، فقد أراد أن يمهد الطريق لجنوب إفريقيا لتنظيم كأس العالم 2010، تكفيرا عن غلطة تاريخية، فدعا الجمعية العمومية لـ«الفيفا» للتصويت على نظام المداورة بين القارات في تنظيم المونديال، وفرض البدء بالقارة الإفريقية، إلا أن النية المبيتة التي لا تقوم على أساس العدل وارى الفكرة الثرى.

هذه المداورة هي النضال الحقيقي، الذي يجب أن تخوضه القارة الإفريقية وبخاصة الكونفدرالية، لتدافع عن مشروعية أحلام الدول الإفريقية، ولا تتركها عرضة للضياع بسبب غطرسة القارات الأخرى.

 

 

عن nadra

شاهد أيضاً

بشرى لسكان تيط مليل…المجلس الجماعي يكشف عن اتفاقية شراكة لإعادة تأهيل ملعب الذكرى الفضية لكرة القدم

في إطار إتفاقية شراكة بين جماعة تيط مليل والجامعة الملكية لكرة القدم وشركة الدار البيضاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *