خديجة قرشي//
تأسست رابطة كاتبات المغرب سنة 2012 من قبل مجموعة من الكاتبات والمثقفات المغربيات بغية “جمع شمل صاحبات الأقلام الجادة من مختلف جهات المملكة والاحتفاء بإبداعهن وكتاباتهن، وكذا التعريف بهن داخل إطار يضمن لهن المتابعة والاستمرار والتواصل”، حسب بيان للرابطة تم توزيعه خلال المؤتمر الثامن عشر لاتحاد كتاب المغرب، فالكاتبة المغربية استطاعت من خلال حضورها النوعي في المشهد الثقافي المغربي في العقود الأخيرة، إغناء هذا المشهد بتعبيراتها وإنتاجاتها وكتاباتها على مستوى الشعر والقصة والرواية وكذا التشكيل على سبيل المثال وليس الحصر، إلا أن القائمين على الشأن الثقافي ببلادنا لم يعطوا لهذا الحضور ما تستحقه المرأة المغربية من اهتمام.
لذلك، عملت اللجنة التحضيرية والمؤسِسة التي كانت تتكون حينئذ من الكاتبات عزيزة يحضيه عمر ومليكة العاصمي وبديعة الراضي ورجاء الطالبي وزهور كرام والعالية ماء العينين على وضع الحجر الأساس لرابطة كاتبات المغرب وتشكيل مكتب الرابطة ووضع تصور لهياكلها.
وتتكون الرابطة من مكتب مركزي ومجلس للحكيمات وفروع جهوية وإقليمية وفروع من مغربيات العالم في دول الاستقبال. ومن أجل تحقيق الأهداف المتوخاة منها، تم إحداث مجموعة من اللجان المتخصصة التي تُعنى بمتابعة إنتاجات الكاتبات على جميع المستويات والقيام بتوثيق أعمالهن الصادرة بكل اللغات: العربية والأمازيغية والأدب الحساني والزجل واللغات الأجنبية، وذلك بغية وضع معاجم وبيبليوغرافيا خاصة بها ووضعها رهن إشارة الطلبة والباحثين، إضافة إلى الاهتمام بالإعلام والتواصل والسهر على تنظيم الملتقيات والندوات.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى أحدثت الرابطة موقعا إلكترونيا مجهزا بأحدث التقنيات يروج للثقافة والآداب والفنون وإبداعات المرأة المغربية يكون بمثابة مرآة لها ووسيلة لإشعاعها والتعريف بمشروعها الثقافي وتسليط الضوء على أنشطتها وأنشطة فروعها على المستوى الوطني والدولي.
عزيزة يحضيه عمر رئيسة رابطة كاتبات المغرب
وقد انفتحت رابطة كاتبات المغرب منذ تأسيسها على مختلف أطياف ومكونات المجتمع المغربي، حيث تمثل عضوات الرابطة جميع الجهات من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، الشيء الذي يُعتبر بادرة مهمة على درب الاختلاف والتنوع والتعددية الفكرية والثقافية واللغوية. وتتكون الرابطة كذلك من مجموعة من المثقفات المبدعات من الجالية المغربية بالخارج في أوروبا وأمريكا وبعض الدول العربية.
وتسعى الرابطة لإثراء الساحة الثقافية الوطنية ولتكون كذلك شريكا لتدبير الشأن الثقافي المغربي بصوت ووعي وعقل المرأة المغربية، انسجاما مع روح دستور المملكة، ووفقا لما ينص عليه الفصل الأول من القانون الأساسي للرابطة.
ففي إطار عملها كهيئة من هيئات المجتمع المدني، تروم رابطة كاتبات المغرب تحقيق مجموعة من الأهداف، من بينها، متابعة إنتاجات الكاتبة المغربية مع مراعاة التنوع الثقافي واللغوى في الإبداع المغربي قراءة ومقاربة وتحليلا وتعريفا وتكريس التنوع الثقافي كمكون من مكونات الهوية المغربية وكذا إنتاج الأعمال المسرحية والسينمائية وإقامة معارض وطبع الكتب للكاتبة المغربية، بالإضافة إلى المشاركة في تفعيل الجهوية الثقافية والحكامة الترابية.
وبعد ست سنوات من تأسيسها، تمكنت رابطة كاتبات المغرب التي تحمل مشروعا ثقافيا على عاتقها، من تحقيق بعض الإنجازات وتكللت مسيرتها بالنجاح، حيث أصبحت تضم حوالي 6000 منخرطة من المبدعات اللواتي يحملن هم الكتابة والوطن ويسعين إلى المساهمة الفعالة في الإشعاع الثقافي ببلادنا وملامسة مختلف القضايا الثقافية والأدبية والاهتمام بجميع أشكال التعبير الأدبي والأخذ بعين الاعتبار اللسان الأمازيغي والحساني.
وتضم الرابطة حاليا، 60 فرعا يغطي مختلف جهات المملكة، بالإضافة إلى 19 فرعا تم تأسيسه خارج المغرب، في إطار الانفتاح على الكاتبات المغربيات المقيمات في الخارج، اللواتي يلعبن دورا هاما في التعريف بالثقافة المغربية ومد جسور التواصل وترسيخ قيم المواطنة والانتماء من خلال المحافظة على الهوية الثقافية والوطنية والمساهمة في تغيير الصور النمطية التي تروج لها وسائل الإعلام في دول الاستقبال.
وقد نظمت رابطة كاتبات المغرب أول اجتماع لمجلس حكيمات الرابطة بمراكش في نهاية شهر شتنبر 2018، تحت شعار “رابطة كاتبات المغرب نحو ترشيد الحكامة الثقافية”، وذلك لمناقشة ووضع خارطة ثقافية للرابطة ومناقشة القانون الداخلي وتحديد تاريخ المؤتمر الوطني الأول لـ”رابطة كاتبات المغرب” وتحديد آليات نجاحه.
اجتماع أعضاء مجلس الرابطة و الذي حضره وزير الثقافة والاتصال السيد محمد الأعرج، كان مناسبة للنقاش وتبادل الحوار والرؤى بين الكاتبات من أجل الدفع برابطة كاتبات المغرب للمساهمة الفعلية والفعالة في خلق دينامية جديدة للثقافة المغربية بكل مكونتها. وقد تميز اجتماع الحكيمات بتقديم عدد من العروض تناولت بالأساس مواضيع ” الثقافة والارتقاء الاجتماعي” و”دور التراث الثقافي اللامادي في التنمية” و”دور فروع الرابطة لمغربيات العالم في مد جسور الانتماء والمحافظة على الهوية الثقافية الوطنية”.
وتجدر الإشارة إلى أن رابطة كاتبات المغرب تحتفل كل سنة باليوم الوطني للكاتبة المغربية الذي يصادف اليوم التاسع من شهر مارس، هذا اليوم التاريخي الذي يوثق لخطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس ليوم الأربعاء 9 مارس 2011 حول تكوين لجنة خاصة لمراجعة الدستور والتنصيص في الفصل الـ 19 من دستور المملكة الجديد على أن ” يتمتع الرجل والمرأة، على قدم المساواة، بالحقوق والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، الواردة في هذا الباب من الدستور، وفي مقتضياته الأخرى، وكذا في الاتفاقيات والمواثيق الدولية، كما صادق عليها المغرب، وكل ذلك في نطاق أحكام الدستور وثوابت المملكة وقوانينها”.
وستحتفل الرابطة باليوم الوطني للكاتبة المغربية في السنة المقبلة بمشاركة الكاتبات المغاربيات، خاصة بعد الإعلان عن تأسيس رابطات مماثلة في الدول المغاربية، بجعله “يوما مغاربيا للكاتبة” في دول المغرب العربي.
وتجدر الإشارة إلى أن المكتب المركزي للرابطة قد انتهت صلاحيته في 07 أبريل 2019 وتم تجديد الثقة في السيدة عزيزة يحضيه عمر شقواري وانتخابها من جديد بالإجماع – بعد أن قدمت استقالتها من من رئاسة المكتب القديم – في اجتماع استثنائي انعقد في نادي الصحافة بالرباط في 21 أبريل 2019 تحت شعار “الهندسة الثقافية … إبداع … استثمار … حصيلة”، بحضور رئيسات فروع الرابطة على المستوى الجهوي والإقليمي (40 رئيسة فرع)، تداولن وناقشن قضايا تهم السير العادي لرابطة كاتبات المغرب والبرامج الثقافية المزمع تنفيذها