سعيد العلام لـ”موقع نظرة”… الفوز بجائزة كتارا للرواية يمنحني فرصة الاستمرار في عالم الكتابة الإبداعية

نظرة – خاص

أكد الباحث والروائي المغربي سعيد العلام، الفائز بجائزة كتارا للرواية العربية في صنف الروايات غير المنشورة أن الرواية تمارس سحرا لا يقاوم، وتمثل امتدادا وجوديا للتجلي المعرفي في كيانه.
وقال الباحث في علم السياسية وعلم الاجتماع في تصريح خص به موقع “نظرة”: “لم تكن مشاركتي رغبة في البحث عن جائزة أو تميز، بل تشكل الكتابة لي بحثا عن فهم العالم كوعاء لإنسانيتي.. لقد كتبت في سياق آخر لا ينفصل عن جوهر التجلي الروحي في العالم، رواية “مدائن نون” ” في عام 2010 ، وبعدها رواية “الدجال” في سنة 2013؛ والتي لم يُكتب لها الطبع والنشر إلى الآن، وجاءت جائزة كتارا للرواية العربية لتُجدد الحضور والامتداد في عالم الكتابة، وتجعلني متسامحا مع واقعي الوجودي، وتعيد إلي لحظة الانبثاق في العالم من جديد”.
وأضاف: الأكيد أنه عالم يتسم بالرحابة والاتساع والعمق، أُدين بذلك لنفوس طيبة سمحت لي أن أعلن عن ذاتي دون مواربة أو امتعاض، شجعتني على اقتحام المجهول واستباحة المحال، متقدما بشكره لجائزة “كتارا للرواية العربية” لأنها ستمنحه فرصة أخرى للوجود والاستمرار في عالم الكتابة الإبداعية ، وتسمح له بالبوح والتناسخ مع أفكاره المُستحيية.
وعبر العلام عن شكره لكل من مد له يد التعاون قائلا : “شكرا لكل من منحني أجنحة لأحلق في أحلامي، وأدرك وجداني المتراص على طريق الحقيقة الأبدية، التي تعني أن الإبداع لا يدرك بالتعبير عنه، بل بالاعتراف به وتشجيعه على الانبثاق من الخيال”.
وأوضح الروائي المغربي أن ” عذراء غرناطة: حب بين مدينتين”، هي رواية مستلهمة من تاريخ الأندلس، مترصدة حدث سقوط غرناطة كفترة حرجة من تاريخ الإسلام. فهي ليست تأريخا ولا استقصاء للتاريخ، بل مجرد استلهام للحظات تبرز أسباب هزيمة أمة وملامح انتكاسة حضارة، ظلت ملهمة للعالم وما تزال.

وأكد الباحث الأكاديمي والروائي سعيد العلام أن الرجوع إلى الماضي هو استحضار للحاضر و المستقبل، فـ”قد لا يسعفنا التفكير في حال أمتنا المهزومة إلا بالسفر عبر الخيال والمحال، لنسترد عنفوان مجد أفل، وقوة عزم ووصل بزمن الأندلس. وحده الحب قادر على أن يتخطى لحظات التطبيع والخيانة والتآمر والمتاجرة في مصير الشعوب، لا شيء يوقف العبث سوى لحظات صدق تستنطق ضمير الأحرار، وتستمد عزيمتها من صحوة القلوب النابضة بالشجاعة والأمل. لا يمكن للوهن أن يسكن أمة مدى الزمن، قد تبني الخيانة عشا، لكنها لا يمكن أن توقف نسل الأحرار”.

ولهذا فقد أدرك يوسف ابن عائشة أن المجد لا تصنعه الشجاعة والإقدام، بل النصر هو القضاء على الخيانة والاستكانة والتطبيع، إن وحدة المصير وصحوة الضمير، أمانة تحملها قلة وثلة، وفرض كفاية تلزم القادرين على صناعة الأمم ورفع الهمم. حينما تنطق الحكمة وتنكسر الخيانة وتصان الأمانة، سننتظر من يبشرنا بعودة التاريخ والمصالحة مع الذات. بيننا وبين أمل التألق وصعود القمم، مسافة تخطي التطبيع والوهن والعيش بين الحفر، هكذا تريد الشعوب الحياة.

 

عن admin

شاهد أيضاً

الجديدة… المصادقة على 112 مشروعا بأزيد من 47 مليون درهم

صادقت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بإقليم الجديدة، اليوم الجمعة، خلال اجتماعها الأول برسم السنة الجارية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *