بقلم: محمد الزكراوي //
لقد بات من الضروري في عصرنا الراهن أن نتحدث عن نوعية المحتوى الإعلامي، ونحسم في جودة هذا المحتوى الذي أضحى يطرح الكثير من التساؤلات و الإشكاليات عن طريقة اختيار المحتوى من طرف المنابر الإعلامية، هل هو مرتبط فقط بنشر مادة إعلامية دون الأخذ بعين الاعتبار أهميتها وموضوعها و تأثيرها على المتلقي، أم أن هناك عوامل أخرى وراء هذا الاختيار؟ ثم ألا يمكن القول أن هذه العشوائية التي تتخبط فيها بعض المنابر ، إن لم أقول المتطفلة على المجال هو السبب في رداءة المحتوى وتراجع هبة الصحافة.
فكما ندعو إلى ضرورة الاهتمام بالمحتوى كأساس وركيزة مهمة، لابد منها لتشكيل العقول في المجال التعليمي، لإكساب المتلقي، شخصية سوية وبهوية اجتماعية ثابتة وقائمة على العطاء، لابد أن يقابله تصميم واختيار سليم للمحتوى الإعلامي الذي من شأنه أن يحقق الأهداف المرسومة لمجالي الإعلام والصحافة بمختلف وسائلهما، لاسيما أمام التطور التكنولوجي السريع الذي يلعب دور مهم في انتشار المعلومة بسرعة فائقة بين الناس، لذا ينبغي أن يكون المحتوى صادقا وذو أهمية كبرى بمعنى أن يكون دقيقا وصحيحا لكسب ثقة الجمهور، وتجنب تلك الفكرة التي أضحت تفرض نفسها وهي السعي فقط وراء جذب المتتابعين وتحقق أرقام قياسية في زيارة مواقع المنابر الإعلامية.
وهذا ما تؤكده لنا بعض الصحف الالكترونية التي تجري فقط وراء نشر التفاهة وتلميع صورة أشباه السياسيين والمسؤوليين في وطننا كنموذج، وتغفل أناس مبدعين يستحقون أن يتعرف عليهم الناس وعن مجالات إبداعهم، ولكن هذا لا يعني أن للإعلام والصحافة توجه واحد، فهناك شمعة مضيئة تعطينا الأمل رغم قلتها، وتسعى جاهدة لإظهار الحقيقة.
إضافة إلى ما ذكرت هناك أيضا مسألة مهمة تتعلق بالمواضيع التي يتناولها الصحفي والمنبر، وهذا ما يدفعني للتساؤل هل فعلا نمتلك صحفيين قادرين على توجيه أقلامهم وعدساتهم نحو هموم الناس و الانكباب على القضايا الاجتماعية، وتناول مواضيع الفساد في جل المجالات بكل شجاعة وجرأة؟ دون الخوف من أي جهة قد تلحق به الضرر، لطالما أننا نتحدث ونمجد الحق في حرية التعبير ونقر كما هو معلوم أن الصحافة سلطة رابعة.