غسان سلامة: ليبيا باتت قاب قوسين أو أدنى من الانزلاق إلى حرب أهلية

حذر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة، اليوم الثلاثاء، في إحاطة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الوضع في ليبيا من أن هذا البلد المغاربي “بات قاب قوسين أو أدنى من الانزلاق إلى حرب أهلية بإمكانها أن تؤدي إلى تقسيم دائم للبلاد”.

وأشار الممثل الخاص إلى أن ثمانية وأربعون يوما من الهجوم الذي شنته “قوات الجنرال حفتر على طرابلس” خلفت الكثير من الموت والدمار (…) وسيستغرق رأب الضرر الذي حدث إلى الآن سنوات، هذا إذا وضعت الحرب أوزارها الآن”.

وسجل أن عواقب الصراع ومخاطره المؤلمة باتت جلية، خاصة بالنسبة للشعب الليبي، حيث سقط ما يربو عن 460 قتيلا، 29 منهم مدنيون، وأكثر من 2400 جريحا، معظمهم من المدنيين، فيما أجبر ما يزيد عن 75000 شخصا على النزوح من منازلهم، جميعهم من المدنيين.

وأفاد غسان سلامة بأن الجهات العاملة في مجال المساعدة الإنسانية تقدر بأن أن ما لا يقل عن 100 ألف رجل وامرأة وطفل مازالوا محاصرين في مناطق المواجهة المباشرة، وأكثر من 400 ألف آخرين ما زالوا عالقين في المناطق التي تأثرت مباشرة بالاشتباكات.

كما تطرق إلى التدهور المتزايد لوضعية المهاجرين واللاجئين في ليبيا، مشيرا إلى أن زهاء 3400 لاجئ ومهاجر محاصرون في مراكز الاحتجاز المعرضة للمواجهات أو تقع على مقربة منها، فيما تعمل الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة على مدار الساعة لنقل أكثر الفئات ضعفا من المناطق المتأثرة بالصراع إلى مواقع أكثر أمنا.

وحذر سلامة من أن العنف على مشارف العاصمة طرابلس “ليس إلا مجرد بداية لحرب طويلة دامية على الضفاف الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، مما يعرض أمن جيران ليبيا المباشرين ومنطقة البحر الأبيض المتوسط بشكل أوسع للخطر”، منبها إلى أن “الفراغ الأمني المترتب عن انسحاب العديد من قوات المشير حفتر من الجنوب، إلى جانب تركيز القوات الغربية على الدفاع عن العاصمة، يتم استغلاله بالفعل من قبل داعش والقاعدة”.

وطلب دعم الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة لإلزام جميع أطراف النزاع بتطبيق القانون الدولي الإنساني وإثبات “لكل من تسول له نفسه اقتراف أي انتهاكات بأن الإفلات من العقاب لا يمكن أن يسود. وعلينا كذلك معاقبة كل من يحاول التستر خلف أدخنة الحرب لتصفية حسابات شخصية أو سياسية باستخدام العنف”.

واعتبر أنه مالم تدرك الأطراف الفاعلة على الصعيدين الدولي والإقليمي بأن ليبيا “ليست مجرد جائزة ينالها الأقوى، بل إنها بلد يقطنه 6.5 مليون شخص يستحقون السلام ويحق لهم اختيار طريقهم للمضي قدما بشكل جماعي، فإن مستقبل ليبيا سيكون قاتما”، داعيا مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤوليته في الحث على وقف القتال وحث الأطراف المتحاربة على العمل مع البعثة الأممية “لضمان وقف تام وشامل للأعمال العدائية والعودة إلى عملية سياسية شاملة تقودها الأمم المتحدة”.

عن nadra

شاهد أيضاً

الاستثمار في الطيران دعم للسياحة والتحضير للمونديال

يعمل المغرب على تطوير قطاع النقل والملاحة الجوية بهدف تسريع الاستعدادات لـ”مونديال 2030″ وتعزيز الرحلات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *