نظرة: التمدرس بالعالم القروي تجنيد قبل الآوان

 

التمدرس بالعالم القروي في المغرب يعد بمثابة تجنيد قبل الأوان ففي الوقت الذي يجب ان يتوفر الطفل على امكانيات بسيطة للالتحاق بالمدرسة في جو يجعله اكثر استعدادا لفهم دروسه يجد الطفل نفسه مرهقا متعبا لا يريد شيئا سوى النوم والراحة.

باحدى القرى بإقليم الجديدة، قامنا بزيارة العديد من الأطفال الذين يقطعون حوالي  5 كيلومترات يوميا ذهابا وإيابا  لايمتطون أي شي سوى أقدامهم التي حفرت الطريق ندوبا عليها وجعلتهم لا يتمنون شيئا سوى الرجوع الى البيت لأخد قسط كافي من الراحة.

قمت بالحديث مطولا مع عشرات الأطفال  سألتهم عن ماذا استفادوا خلال السنوات الدراسية التي مرت في قسم يحوي 40 طفلا أو اكثر؟  أتدري بماذا كانت الإجابة؟  لا يردون عليك فقط تستنتج من تعابير وجههم العديد من الاكراهات التي يواجهونها خلال الموسم الدراسي.

فأيمن الذي يدرس بالسنة الأولى إعدادي لا ينتابه سوى قساوة الطريق في فصل الشتاء وإستقاضه باكرا ليتوجه الى المدرسة التي تبعد عنه بحوالي 6 كيلومترات فهو يحكي أن هذا اصبح عنده أمرا روتينيا فيقول  “أستيقط في الصباح أذهب إلى المدرسة وعندما أصل أجد نفسي نائما داخل الفصل مثلي مثل العشرات من أصدقائي”.

هذا الأمر ربما يجعل أولياء الامور لا يكثرثون إلى نتائج أبناءهم، المهم أن يحصلو على نقطة تجعلهم ينجحون، ويعودن الى البيت وهم سالمين بدنيا في ظل انتشار أخبار  الاغتصابات التي يتعرض لها الكثر من اطفال العالم القروي.

ففي الوقت الذي يقطع هؤلاء الأطفال عشرات الأميال للوصول إلى المدرسة يبقى التساؤول عن نجاعة سياسة التعليم بالعالم القروي الذي مازال يعاني الكثير في ظل الظروف القاسية للتمدرس التي تجعل المئات من أطفال العالم القروي يستغنون عن المدرسة ويلجئن الى مهنا ربما تتنافى  شروطها مع كرامة الطفولة في العالم.

 

عن nadra

شاهد أيضاً

حفيظ ابن احمد.. الحرب على غزة تقسم الراي العام الفرنسي والملكية هي العمود الفقري لاستقرار المغرب. ج2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *