كَثُرَ القيل والقال، وتعددت أسباب الخروج الغير متوقع لأسود الأطلس من ثمن نهاية كأس أفريقيا للأمم 2019، أو بالأحرى انتشرت آراء جميع مكونات المجتمع المغربي من صغيره إلى كبيره، ومن فقيره إلى غنيه، ومن نسائه إلى رجاله، ويُرَجِّحُ البعض أن السبب الرئيسي للإقصاء المبكر يعود إلى ضعف الرؤية الفنية للمدرب “هيرفي رينارد”، الذي عوض اللعب بطريقة هجومية، اكتفى بنفس التكتيك المعتمد في مبارياته الثلاث الأولى، والبعض الآخر يرى أن حكيم زياش هو المسؤول الأول بحُكْمِ تواضعه في جل المباريات التي شارك فيها أساسيا وإهداره ركلة جزاء، كانت ستمنعني من كتابة هذه الأسطر المتواضعة، وكانت لتُسْكِتَ كثيرا من الأفواه، كانت بالأمس تُطَبِّل لإحراز 9 نقاط في الدور الأول.
وترى فئة أخرى أن المشكل بدأ عندما غادر حمد الله المنتخب قبل بداية “الكان”، والذي كان سيعطي حلولا للعقم الهجومي للمنتخب المغربي، ومما يثير سخرية فئة رابعة، تأكيد وزير الشباب والرياضة، أن إخفاق المنتخب المغربي كان قدرا وربما بسبب بعض “القواسة” حسب تعبيره، الشيء الذي جعل العديد منهم يقللون من قيمة الوزير في مجال اختصاصاته.
يجب علينا جميعا أن نكون منطقيين أكثر من عاطفيين، إذا أهدر زياش ركلة جزاء، فكبار الكرة المستديرة سقطوا في الفخ نفسه، وإذا لعب رونارد بنفس التكتيك، فخططه ورؤيته الفنية محدودة، رغم إحرازه للقبين في كأس الأمم الأفريقية، هنا يجب على الجامعة المغربية لكرة القدم أن تبحث عن مدرب آخر يستطيع تغيير مجريات اللقاء عوض مدرب يُغيِّر لاعبا بلاعب آخر في نفس المركز.
قدَّر الله لنا الإقصاء من دور الثمن النهائي، والآن يجب أن نفكر في المستقبل، وأن يُصَرِّح كبار المسؤولين عن تسيير كرة القدم في المغرب، بالمنطق والعقلانية، وأن يكونوا صرحاء مع الجميع، ماذا ينقص المنتخب المغربي للمضي إلى الأمام، والذهاب بعيدا في المسابقات الأفريقية والمحافل الدولية، لماذا تظهر الأسود متواضعة وأشبالها من الوداد والرجاء ونهضة بركان وحسنية أكادير و…. يبصمون على مشاركات قوية ويحرزون ألقابا قارية، ولا يجد أبناء هاته الفرق مكانا لهم في التشكيلة الرسمية للمنتخب.
سنكون إيجابيين ونتمنى الخير لبلدنا الحبيب في جميع مشاركاته الرياضية، ليس فقط كرة القدم، لأن ماخفي أعظم….