2018 …قل كلمتك وامشي…

بشرى كمال

قل كلمتك وامشي …مقولة، ختمت بها سنة 2018 التي مرت بالعديد من الأحداث، لامست إنسانيتي وجعلتني أقف عن سبب تواجدي في هذا العالم الملئ بالتناقضات، عالم يأكل فيه القوي الضعيف ويستبيح دمه وعرضه، كما ذكرتني هذه المقولة أن الإستبداد لا حدود له على الرغم من التطورات الكبيرة التي يشهدها عصرنا في مختلف المجالات.

قتل جمال خاشقجي، الذي قال كلمته ومشى، كان بمثابة ضربة موجعة لإنسانيتنا جميعا، كان بمثابة قتل بالوخز أذقنا طعمه آلاف المرات في عالم غاب فيه العدل والإنسان، وأصبح المال يسيطر على الجميع ويتحكم في مشاعر حكام العالم الذي ساده الظلام ولم يبقى منه سوى آلام تسكن أروحنا التي لم تستطع التجرد من إنسانيتها التي خلقنا بها جميعا.

فقتل الرجل على يد سلطانه و إخوته في العقيدة والدين والوطن، ليس بالأمر العادي ولا مجال لمقارنته بما يحدث للفلسطنيين او السوريين، فالأمر واضح هناك توجد حرب لابد فيها من غالب ومغلوب، أما جمال خاشقجي فكان محبا لبلده ومدافعا عن قراراتها ومنتقدا بناءا لا يطمح إلا في مشاهدة وطنه يسير على درب النور والتطور والنماء، للأسف ربما كان هذا لا يتمناه سلطان رأى فيه رجلا خطيرا على ملكه وعلى مملكته التي جعلها ملكه، وشعبها عبيدا لا حول ولا قوة لهم.

فموت جمال خاشقجي فعل ما لم يفعله قلمه، وكشف الغطاء عن المستور وجعل العالم الذي كان يرى في ولي عهد مندفع نحو الإصلاح إلى مجرم يأكل الصغير والكبير ويقتل ويقطع كل من قال كلمة “لا” في وجه مخططاته التي أراد لها ان تبدو كمثال مغربي “من الحمار إلى الطيران”.

فالعالم أختبرت إنسانيته في هذا الحدث، الذي هز مشاعر الإنسان وأكد لنا جميعا بأن العالم يحوي وحوشا آدمية، تحكمه وتسير به نحو المجهول، هكذا ختمت سنة 2018، واستقبل سنة 2019 وكل أمل في أن تنتصر الإنسانية على كل المخططات الظلامية، وتجعل الإنسان محور العالم، لا هامشا للربح فقط.

عن nadra

شاهد أيضاً

وثيقة الخروج من البيت وتفشي كوفيد-19

نبارك أمرو كعاداتها اتخذت وزارة الداخلية، في إطار استراتيجية اللجنة العليا لموجهة تفشي وباء كوفيد-19، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *