الدوحة ـ نظرة
تُوّج الخطاط المغربي سليم حميدي، بالمركز الأول لجائزة الدوحة للإبداع الشبابي لعام 2019 في محور الفنون البصرية فرع الفنون المعاصرة، فئة “الخط الكلاسيكي”. فيما حظيت الطالبة المغربية خديجة أكناو بالتكريم ضمن مجموعة من الشباب الإسلامي.
جاء ذلك في احتفالية اختامية بالدوحة لفعاليتها كعاصمة للشباب الإسلامي 2019، وتسليمها المفتاح إلى دكا عاصمة بنغلاديش، لتحل عاصمة للشباب الإسلامي لعام 2020.
وأوضح الخطاط المغربي سليم حميدي في حوار خاص مع “نظرة”، أن مشاركته في جائزة الدوحة للإبداع الشبابي، كان في محور الفنون البصرية ونال المركز الأول في الخط الكلاسيكي بخط التعليق التركي، وهو خط معروف في تركيا وأتقنه وله إجازة فيه، حيث سبق أن فاز بمسابقات أخرى في نفس الخط عام 2015 في مسابقة إيرسيكا بتركيا.
وأبرز سليم، أن المحور الذي شاركه فيه: الأمة بشبابها، واختار الآية القرآنية الكريمة: (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى)، في التفاتة إلى أن الشباب هم روح العالم الإسلامي.
وحول تعاطيه للخطوط، نوه إلى أنه تلقى فن الخط من والده بلعيد حميدي وهو مجاز أيضا في ذات الخط من إسطنبول في تسعينيات القرن الماضي، واقترح عليه أن يحمل المشعل من بعده، وسُرّ بهذه الفكرة وهاته الدعوة.
وأضاف: تعلمت في بادئ الأمر الخط المغربي على يدي والدي عام 2006، وكان عمري آنذاك 16 سنة، وأول حافز لي، كان هو أيضا المشاركة في مسابقة لمنظمة التعاون الإسلامي عام 2007، وفزت بالمركز الثالث في الخط المغربي. ومنذ ذلك الوقت كنا قد انتقلنا إلى مصر ودرسنا الخطوط الأولية مثل خط الرقعة والديواني الجلي (الأساسيات)، وفي 2010، انتقلت إلى تركيا للدراسة على أيدي أساتذة الخط العربي حيث نلت الإجازة في خط التعليق التركي والديواني الجلي والديواني العثماني، مشيرا إلى أنه تخصص في هذا الخط نظرا للقلة الذين يتعاطون هذا الخط، كما أنه يكتب باليد اليسرى، وهو ما ييسر عليه الكتابة به.
وأكد على أن مثل هذه المسابقات فرصة من أجل تحسين المستوى والجميل فيها أن اللجنة المنظمة تعطي وقتا كافيا من أجل المشاركة، منوها بأنه استغرق في لوحته ثلاثة أشهر من أجل تجويد عمله وينافس على المركز الأول وهو ما تأتى له.
وأوضح أن الخط المغربي أيضا متشعب، فهناك الخط المغربي، وخط الثلث المغربي والمجوهر.
ويرجو حاميدي أن يخط بيده المصحف مثلما فعل والده إذ كتب المصحف بالخطوط المغربية، حيث إنه يضع هذا الهدف نصب عينيه، وأن يورث ما تعلمه للأجيال المقبلة.
ويمتهن سليم حميدي مهنة الخط، ويردد مقولة: “القرآن نزل في مكة، وقرئ في مصر وكتب في اسطنبول وحُفظ في المغرب”، فإسطنبول هي عاصمة الخطوط.. والخطاط له قيمة في هذه المدينة.
ونبه إلى أن الخط لم يتأثر بالتكنولوجيا، حيث أن القصبة والحبر والورق لا يمكن الاستغناء عنهم، والخط هو الذي يميز ثقافتنا عن باقي الثقافات، فالأوروبيون لهم المسرح ولنا أيضا المسرح، وهم يفتقرون إلى هذا الفن الأصيل والعريق.
كما فاز المصور الفوتوغرافي الفنان يوسف الوليدي بالمركز الثاني عن ذات المسابقة في مسابقة التصوير الضوئي محور “التحدي”