معاني تطبيق الشريعة …تتمة وخلاصة

✔️ الأمر الذي يجب أن يكون واضحا ابتداء، و خاصة لأولٰئك الذين لا يَرَوْن من حكم الإسلام إلا الجانب العقابي، و لا يفهمون من تطبيق الشريعة إلا قطع يد السارق، و رجم الزاني، و قتل القاتل، و ينظرون إلى ذلك من خلال ممارساتهم و سلوكهم .. و من خلال المجتمعات القائمة بكل ما فيها من سرقة المال العام و نهب الخيرات و انتهاك أعراض و استباحة دماء، فيخرجون بنتيجة أن المجتمع الإسلامي المنشود تملؤه مجموعة من المشوهين و المطاردين بسوط الإرهاب و الإرعاب الديني ..

نريد أن نوضح لهؤلاء أن تطبيق الشريعة، لا يعني أبدا إقامة الحدود الشرعية فقط، و أن الاقتصار عليها لا يقيم المجتمع الإسلامي، ذلك أن المطالبة بتطبيق الشريعة تعني أول ما تعني : التربية الإسلامية للفرد، و الشورى في الحكم، و الطاعة في غير معصية للحاكم المنتخب شرعا بعقد البيعة، و رفض الاستبداد السياسي مهما كان، و العدل و المساواة في القضاء، و إباحة التملك بالوسائل المشروعة، و تحريم الربا و الميسر و الاحتكار، و التربية العسكرية الجهادية للدفاع و مقاومة الأعداء الغزاة لصد و دفع ضررهم الذي يلحق بالمسلمين، و الاستعداد قدر الطاقة في الدفاع عن الأمة و حماية الفضيلة من أن يعبث بها أو يعتدى عليها ..

أما الفهم المبتور من بعض البسطاء و بعض المغرضين الحاقدين، أو تصوير المجتمع الإسلامي بأنه مجتمع السيوف المشرعة و السكاكين القاطعة و السياط المفتولة، مجتمع الاقتصار على العقوبات، و من ثم، لا يحكم الإسلام بعد ذلك أمور الحياة و لا ينظمها، فهذه قضية على غاية من الخطورة و الإساءة للإسلام الرحيم نفسه، و الذي أنزله الله لإلحاق الرحمة بالناس .. ذلك أن اليد التي تحارب الإسلام فكريا في مكان قد تكون هي اليد نفسها التي تحاول تطبيقه بشكل مشوه و فهم معوج في مكان آخر لتقتل أي أمل في التطلع إلى حكم الإسلام بعد رؤية هذه النماذج المشوهة من تطبيقات الشريعة السمحة ..

و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل !!

عن admin

شاهد أيضاً

قيمة الصادرات الاسبانية إلى المغرب ارتفعت خلال السنوات الـ27 الماضية

كشف مرصد التعقيد الاقتصادي (OEC) المتخصص في عرض بيانات التجارة الدولية، أن قيمة الصادرات الاسبانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *