انعقدت أمس الجمعة بتارودانت، أشغال المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لسوس ماسة برسم سنة 2023.
وخصص هذا الاجتماع الذي ترأسه وزير التجهيز والماء، نزار بركة، لحصر حسابات الوكالة برسم السنة المالية 2022، وتقديم برنامج عملها ومشروع ميزانيتها برسم السنة المالية 2024، فضلا عن الوقوف على مدى تقدم انجاز ميزانية سنة 2023.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد بركة، أن انعقاد هذا المجلس بمدينة تارودانت، يأتي في سياق خاص بالنظر لتداعيات زلزال الحوز على هذا الإقليم والجهود المبذولة على كافة المستويات لتجاوز أثاره، موضحا أن هذه الدورة تنعقد أيضا في ظل ظرفية مناخية استثنائية تتسم بقلة التساقطات المطرية، وما لها من انعكاسات على التزويد بالماء الصالح للشرب وعلى الأنشطة الفلاحية بهذه الجهة.
وفي هذا السياق، أشار بركة إلى أن الحكومة تعمل، على كافة المستويات، من أجل معالجة مشكلة الماء، تطبيقا للتوجيهات الملكية السامية في هذا المجال ومراعاة لخصوصية جهة سوس ماسة باعتبارها منطقة فلاحية بامتياز.
وبعد تقديم لمحة عن أهم الإنجازات التي حققتها المملكة في مجال الماء، أوضح الوزير أن حوض سوس ماسة تميز خلال السنة الماضية بمواصلة انجاز أشغال تعلية سد المختار السوسي بإقليم تارودانت لتبلغ سعته 281 مليون متر مكعب.
وأكد أن هذا المشروع الذي بلغت نسبة إنجاز الأشغال به 42 في المائة، سيمكن من تأمين التزود بالماء الصالح للشرب وتحسين السقي بجهة سوس ماسة، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق أيضا بمواصلة الأشغال على سد تامري بعمالة أكادير إداوتنان، والتي بلغت نسبتها 23 في المائة.
وتابع أن هذه المنشأة، بسعة تخزين 204 مليون متر مكعب، ستمكن من تأمين التزويد بالماء الصالح للشرب وكذا توفير مياه السقي والحماية من الفيضانات.
كما يتضمن المشروع، استغلال محطة تحلية مياه البحر بشتوكة آيت باها، مما سيمكن من مواصلة تلبية حاجيات أكادير الكبير من الماء الصالح للشرب بصفة عادية وتغطية العجز الحاصل في الفرشة المائية لشتوكة.
وفي سياق متصل، أوضح المسؤول الحكومي، أن حوض سوس ماسة شهد على غرار باقي أحواض المملكة توالي الجفاف خلال السنوات الأخيرة، واصفا السنة الهيدرولوجية 2022-2023 بسنة الذروة من حيث قلة التساقطات المطرية مقارنة مع المعدل السنوي العادي.
وأكد، في هذا الصدد، أن العجز المسجل بلغ 75 في المائة، حيث أن ارتفاع درجات الحرارة ساهم في تسارع ظاهرة التبخر على مستوى حقينات سدود الجهة، إذ أن نسبة ملء سدود الحوض لم تتجاوز 10 في المائة إلى غاية 31 دجنبر 2023 مسجلة أدنى مستوياتها.
وإزاء هذا الوضع، أفاد بركة، أنه تمت برمجة وتسريع إنجاز مجموعة من المشاريع المهيكلة بجهة سوس ماسة في إطار البرنامج الوطني للماء الصالح للشرب والري 2020-2027.
وتهم هذه المشاريع توسيع محطة تحلية مياه البحر باشتوكة أيت باها لتزويد أكادير بالماء الشروب وبمياه السقي، إنجاز محطة التحلية الجديدة بشاطئ أكلو لتأمين تزويد مدينة تيزنيت والمراكز المرتبطة بها، إنجاز سبعة سدود صغرى مواصلة تجهيز الأثقاب وإنجاز أشغال الأثقاب الاستكشافية، علاوة على إنجاز مشاريع إعادة استعمال المياه العادمة لمعالجة لسقي المناطق الخضراء.
تجدر الإشارة إلى أنه خلال اجتماع المجلس الاداري، تمت المصادقة على اتفاقيات شراكة تهم على الخصوص، حماية مجموعة من أقاليم الحوض من مخاطر الفيضانات، وكذا انجاز مشاريع مندمجة بقطاع الماء على مستوى إقليم سيدي إفني، وتأهيل وتحسين جاذبية مدينة تزنيت، وإنجاز وتجهيز المحطات الهيدرولوجية بمنطقة نفوذ وكالة الحوض المائي سوس ماسة، إضافة إلى إنجاز دراسات جدوى السدود الصغرى والمتوسطة بجهة كلميم وادنون، علاوة على المصادقة على عقد امتياز لتعبئة المياه من منبع عين بوتبوقالت بإقليم تزنيت.
وعلى هامش انعقاد المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لسوس ماسة، وقع السيد بركة، ورئيس جهة سوس ماسة، كريم أشنكلي، ووالي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إبدا وتنان، السعيد أمزازي، اتفاقية شراكة لتنفيذ المشاريع الطرقية لتأهيل البنية التحتية بجهة سوس ماسة، والتي تقدر كلفتها بمليارين و688 مليون درهم.
إثر ذلك، قام وزير التجهيز والماء بزيارة ميدانية للوقوف على مدى تقدم إنجاز بعض المشاريع المائية المهيكلة بجهة سوس ماسة.